بناء القدرة على الصمود لمواقع التراث العالمي من خلال دمج إدارة مخاطر الكوارث في ممارسات الحفظ

المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها التراث الثقافي والطبيعي

في السياق العالمي الحالي، أصبحت مواقع التراث معرضة بشكل متزايد للكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والحرائق، إلى جانب المخاطر المرتبطة بالأنشطة البشرية كالنزاعات، والضغط السياحي والتوسع العمراني. وتتفاقم هذه المخاطر بفعل التغيرات البيئية المتسارعة.

وانطلاقاً من هذا الواقع، فإن دمج نهج فعال لإدارة مخاطر الكوارث، يأخذ في الاعتبار خصوصية المواقع، ضمن نظم إدارة التراث، يعتبر أمراً بالغ الأهمية لضمان حماية التراث في الوقت الحالي وفي المستقبل.  

ضمان إدارة فعالة وعملية لمخاطر الكوارث على الصعيد العالمي

أكدت الدورة على أن إدارة مخاطر الكوارث تعد مكوّناً أساسياً للإدارة الفعّالة لمواقع التراث العالمي وغيرها من أماكن التراث. كما أن تحقيق إدارة جيدة لمخاطر الكوارث من أجل حماية التراث يعتمد على مدى مواءمتها لقيم وخصائص التراث، والسياقات الخاصة بكل موقع. 

ضمّت الدورة مشاركين من إدارات المواقع، وهيئات التراث الثقافي والطبيعي، والجهات المعنية بإدارة مخاطر الكوارث، والمنظمات الدولية والمؤسسات البحثية. وخلالها، اكتسب المشاركون رؤى مهمة من التركيز الذي أولته الدورة لتطبيق المحتوى النظري من خلال التمارين العملية التي استندت إلى أربع دراسات حالة تمت مشاركتها، هي: 

•  حديقة هيركولانيوم الأثرية، إيطاليا

•  مدينة هوي آن القديمة، فيتنام

•  موقع هال سافليني هايبوجيم، مالطا

•  المساجد الخشبية ذات الأعمدة من العصور الوسطى في الأناضول، تركيا

أتاحت دراسات الحالة للمشاركين فرصة التفكير والتأمل في المخاطر والعوامل المؤثرة المتنوعة، وتصميم سيناريوهات للمخاطر وإجراءات إدارية للتعامل معها، في حين يتم تبادل الخبرات من مواقعهم بهدف التوصل إلى حلول عملية بصورة تشاركية.

تم دعم الدورة من خلال مكون عبر الإنترنت تم تقديمه من خلال منصة إيكروم التعليمية، مما يوفر موارد أساسية حول إدارة التراث العالمي.

التطلع إلى عام 2026 وما بعده

مثّلت هذه النسخة التجريبية من الدورة إنجازاً مهماً لبرنامج قيادة التراث العالمي، فهي تعد أول دورة إلكترونية متخصصة بالكامل في إدارة مخاطر الكوارث. واستناداً إلى آراء وملاحظات المشاركين، سيتم تحسين وتحديث محتوى الدورة في النسخ المستقبلية، اعتباراً من عام 2026، والعمل مع المزيد من الممارسين والمختصين من أجل دمج إدارة المخاطر كمكون رئيسي في إدارة التراث.