في 14 نيسان/ أبريل 2025، انطلقت الدورة الدولية حول استراتيجيات وأدوات إدارة مجموعات التراث، وذلك في متحف الصين الوطني للحرير بمدينة هانغتشو بجمهورية الصين الشعبية. وقد نُظمت هذه الدورة بالتعاون ما بين الإدارة الوطنية للتراث الثقافي (NCHA)، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) وتحالف التراث الثقافي في آسيا (ACHA). كما تم دعم الدورة من قبل الصندوق الآسيوي لحفظ التراث الثقافي.
تُعد هذه المبادرة التعاونية إنجازاً هاماً في مسيرة الشراكة المتواصلة بين إيكروم وجمهورية الصين، فهي تعزز الالتزام المشترك بتطوير المعرفة والقدرات على الصعيد العالمي في مجالات حفظ مجموعات التراث وإدارتها.
تولى مراسم الافتتاح تشو يي، وهو نائب مدير الإدارة الوطنية للتراث الثقافي في الصين وعضو مجلس إيكروم. حيث تخللت المراسم كلمات لكل من شو شياو – نائب المدير العام لدائرة الثقافة والإذاعة والتلفزيون والسياحة في مقاطعة تشجيانغ، والدكتورة جي شياوفن – مديرة متحف الصين الوطني للحرير.
وفي رسالة مصوّرة لها، عبّرت أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المديرة العامة لإيكروم، عن تقديرها لأهمية التعاون الدولي في تعزيز حفظ التراث، وقالت:
"تمثل هذه الدورة فرصة فريدة لاكتساب المعارف الجديدة، وهي تتيح أيضاً بناء علاقات ستستمر إلى ما بعد انتهاء الدورة". وأضافت: "معاً، يمكننا توسيع آفاقنا المهنية، والبقاء منفتحين على الأفكار الجديدة، مع الحفاظ دوماً على وضع الإنسان في صميم كل جهد يُبذل في مجال حفظ التراث".
بعد الافتتاح، أتيحت للمشاركين فرصة المشاركة في ورشة عمل خاصة حول صباغة الحرير التقليدية باللون النيلي، مما شكل مدخلاً جيداً للتعرّف على مجموعات المتحف وخبراته.
خلال الأسبوعين المقبلين، سيشارك 36 متدرباً – ممن يمثلون متاحف وطنية، ومؤسسات ثقافية، ومنظمات أكاديمية – من 20 دولة، في برنامج تدريبي مكثف صمم لتعزيز مهاراتهم في إدارة مجموعات التراث.
أما برنامج الدورة، فسيتضمن جلسات نقاش يقودها خبراء، وورش عمل تطبيقية، وأنشطة جماعية تركز على الجوانب الأساسية لإدارة المجموعات في المتاحف والمؤسسات القائمة على المجموعات. كما ستشمل الموضوعات المطروحة إدارة المخاطر، والحفظ الوقائي، وتوظيف الأدوات الرقمية لإدارة التراث بشكل مستدام، إلى جانب التأكيد على الأهمية المتزايدة للتعاون الدولي.
كما سيشارك المشاركون في زيارات ميدانية إلى مواقع بارزة مثل متحف ليانغتشو ومتحف موقع كواهوتشياو، مما سيسهم في إثراء فهمهم لحفظ التراث في سياقه المحلي.
تُعدّ هذه المبادرة الدولية واحدة من الأنشطة التي تم تطويرها بفضل التعاون القائم مع الإدارة الوطنية للتراث الثقافي في الصين (NCHA) في مجال المتاحف. فهي تعتبر مساحة لتبادل المعرفة بين الخبراء في مجال التراث، وتعزز التعاون العالمي وتعيد النظر في المهارات اللازمة لمواجهة التحديات الملحّة في مجال إدارة المتاحف في ظلّ ما يشهده من تحوّلات.