Hugo Houben (1944 - 2021)

السيد هيغو هوبين هو مهندس في مجال الإلكترونيات والفيزياء النووية، لكنه انتقل     إلى مجال آخروجد أنه يتماشى أكثر مع التزاماته الأخلاقية. فقد استجاب، عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره، لطلب المشاركة في بناء قريـة شعبية في الجزائر. وهناك اكتشف أن الأرض يمكن أن تكون مادة بناء جيّـدة، فبدأ  يعمل في البحث إرضاءً لفضوله الكبير، ولكن قبل كل شيء، إرضاءً لفهمه حتى يتمكّن من نشر ما بدا له أنه إمكانات هائلة في مجال الاستجابة للتحديّات البيئية الناشئة.   

وبعد لقائه مع باتريس دوات، الذي كان لا يزال طالبًا في مدرسة غرينوبل للهندسة المعمارية، حيث ولد مركز للأبحاث ولتطبيق الأرض الذي يعرف بالفرنسية باسم "كراتير" والذي تم إلحاقه بتلك الجامعة. وفيما بعد، تم إضفاء الطابع الرسمي على مختبر الأبحاث الذي يحمل اسم جامعة غرينوبل مما أدى إلى إضافة العديد من الإسهامات في تطوير التقنيات الجديدة، كما تم إطلاق دورة تدريبية متخصصة على مستوى ما بعد الماجستير، تُعرف الآن باسم 'هندسة الأرض'. وفي وقت لاحق، أسهم في إنشاء كرسي منظمة اليونسكو للعمارة الترابية في الورشات الكبرى ل 'جزيرة أبو' في فرنسا. Grands Ateliers de l'Isle d'Abeau

في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، أتاح لقاؤه مع الأستاذ أليخاندرو ألفـا، مدير وحدة العمارة والآثار في منظمة إيكروم، إمكانية إدخال العمارة الترابية في الدورات التي قدمتها منظمة إيكروم، ثم إحياء اللجنة الدولية لمنظمة إيكروم للعمارة الترابية وسلسلة المؤتمرات الدولية (حول موضوع الأرض) التي ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وعلاوة على ذلك، تم إطلاق برنامجيْـن تابعيْـن لمنظمة إيكروم الأول هو"برنامج غايا" الذي شهد انضمام معهد غيتي لحفظ التراث إلى الجهود التي تبذلها كل من منظمة إيكروم  وبرنامج 'كراتير'، الرامية إلى تطوير المعرفة ذات الصلة بالمعمار   الترابي، واستجابة لمشكلات معيّـنة يواجهونها في عملهم في مجال الحفظ .  
وقد شكّـل هذان البرنامجان فرصة لتدريب محترفين متخصصين من جميع أنحاء العالم عبر إعداد وتنظيم ست دورات تدريبية تحت مسمّـى 'صون المعمار الترابي' ، عقدت منها أربع دورات في مدينة غرينوبل الفرنسية في الإعوام 1989 و1990 و1992 و1994، كما تم عقد دورتيْـن اثنتيْـن في كل من مدينة تروجيللو ومدينة شان شان في البيرو خلال عامي 1996 و1999.

كما لعب السيد هيغو هوبين دروًا مهمـًا في إطلاق المكوّن المعماري لمشروع القصور الملكية في مدينة 'أبومي' في بينين، الذي سيكون بمثابة نقطة الانطلاق لبرنامج بارز ومهم امتدّ على مدى عشر سنوات، نفذته منظمة إيكروم مع كل من منظمة اليونسكو وبرنمج كراتير والمؤسسات والمعاهد الإفريقية المسؤولة عن موضوع التراث والعاملة في هذا المجال تحت مسمّـى : إفريقيا 2009. وكان أيضـًا قد دعم قبل ذلك، مشاركة 'برنامج كراتير' في التدرب الذي يعده وينفذه للبلدان العربية 'برنامج آثـار' التابع لمنظمة إيكروم والذي يتخذ من الشارقة في الإمرات العربية المتحدة مقـرًا له.   

وقد أظهر هيغو، طوال حياته المهنية كرمًـا كبيرًا، فضلاً عن التزام خاصٍ بالحاجة إلى مشاركة المعرفة ليس فقط مع المهنيين بل مع عامة الناس أيضـًا ومع الشباب بشكل خاص. وهي الطريقة التي استفاد بها جيل كامل من المحترفين من جميع أنحاء العالم من التزامه، وصرامته، واحترافه، وكذلك حسّـه الفكاهي ومعرفته التي تركزت نحو تحقيق عالم أفضل لأكبر عدد ممكن من الناس.

شكرا لك هيغو هوبين على هذه العبقرية التي استطعتَ مشاركتها مع الكثير منّـا، والتي ستشرق وتشعّ في أذهان الكثيرين في جميع أنحاء العالم ولفترة طويلة قادمة.

تييري جوفروي، نيابة عن فريق 'برنامج كراتير'.